الخميس، 20 ديسمبر 2012

لماذا نتهم الفيسبوك؟


هل الفيسبوك وسيلة للمعرفة والثقافة والتواصل والاطلاع أم هو وسيلة هدم وتخلف؟
هل تغير مفهوم "الفيس بوك" من شبكة اجتماعية  إلى جهة  للفساد والسوء؟
هل يعتبر الفيسبوك  حقا مكانا لمضيعة الوقت؟

مما لاحظته مؤخرا أن معظم مرتادي الشبكة الاجتماعية "فيس بوك" قد نال الملل منهم الكثير تجاه هذا الموقع، منهم من يرجع السبب إلى أنه أصبح شبكة من العلاقات الاجتماعية، بعضها له وجه خير، وكثير منه يطوي بين حناياه الفساد والفجور والسوء..
ويعتبره بعض الناس مكانا لمضيعة الوقت ووسيلة تشغل الشخص عن أعماله الضرورية.

قصة وعبرة :
وأنا أكتب هذه التدوينة تذكرت قصة الرجلين اللذين ذهبا إلى المدينة، من قرية لم يشهد أهلها أبدا التمدن، وبعد عودتهما كان السكان ينتظرونهما بشوق لأخذ فكرة عنها، عادات وتقاليد سكانها، شوارعها، بناياتها وغير ذلك...
الأول أخبرهم أن المدينة هي مرتع للفساد وأهلها ليس لهم من الأخلاق شيء.
أما الثاني فكان رده مخالفا جدا حيث قال إن المدينة مليئة بالمساجد وأهلها طيبون ومتدينون.
ناس القرية أصابتهم الحيرة أمام هذين الردين وما كان لهم سوى الذهاب إلى حكيم القرية، لعلهم يجدون جوابا لهذه المسألة.
الحكيم أجاب أن كليهما صادق، لكن الأول لا أخلاق له، وعند وصوله المدينة قصد أقرب حانة فوجد بها أناسا، أما الثاني فهو صالح، وفور وصوله مضى إلى المسجد فوجد فيه الناس كذلك.
العبرة أن المشكلة ليست في الفيسبوك نفسه، لكن المشكلة هو تعامل الناس مع هذا الموقع، ومع غيره من الشبكات.

أفكار للاستفادة من الفيس بوك :

اختر نوع المجتمع الذي يناسبك :

ينتمي كل واحد منا إلى مجال يتخصص به، ومن دون شك فهو يريد أن يبرز مواهبه وأفكاره في هذا المجال، لكن كثيرا ما يجد صعوبات لتحقيق هذا الأمر لعدم اهتمام محيطه به، لكن في الشبكة الأكبر في الإنترنت حتما سيجد ضالته، حيث إنه يوجد الكثير ممن يدعمون مجاله عن طريق الصفحات أو الجروبات أو الحسابات في حد ذاتها.. فمثلا تخصصك أنت هو تطوير البرامج، تابع مجموعة من الصفحات تقدم منشورات في هذا المجال تساعدك في تنمية قدراتك...

استغل وقت وجودك في الموقع :

قد تحتاج وقتا قصيرا للقيام إما بالرد على الرسائل أو الاطلاع على آخر ما نشره أصدقاؤك..
لكن نرى أن الكثير من مستخدمي "الفيس بوك" يستغرقون وقتا كبيرا وهم يتجولون بين حنايا الموقع، في أشياء على الغالب لا تكون لها فائدة قيمة.
لذا استغل وقت وجودك داخل الشبكة فيما ينفعك، واجعل لهذا وقتا معينا، لا أن تقضي ساعات وأنت تتطلع في منشورات أصدقائك التي تكون في الأغلب ذات بعد ترفيهي.. إنك حتما تحتاج هذا الوقت في القيام بالأعمال الضرورية بعيدا عن جهاز الكمبيوتر.

اجعله مجالا للتسويق والإعلان :

باعتبار الفيسبوك أكبر مكان على النت لتجمع الناس فهو إذن الفضاء الأمثل للإعلان، مما يمكنك من التسويق لأي شيء على الموقع سواء كان مدونة أو موقعا أو خدمة تقدمها في أحد المواقع أو شركات استضافة وغيرها، وذلك إما بواسطة الاعلانات المدفوعة المقدمة من قبل الفيسبوك، أو صفحة من الصفحات عدد معجبيها يكون كبيرا..

اجتنب الصفحات المسيئة للدين الإسلامي :

في "الفيسبوك" كثيرا ما تنتهز بعض الجهات وجود العديد من المسلمين داخل الشبكة، وتحاول الإساءة إلى الدين الإسلامي وخاصة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به، ومنه فأنا أنصحك بعدم الاهتمام بهذه الفئة.

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

عن قانون مورفي أتحدث

هو مجموعة من الأمثال الشعبية الساخرة منتشرة على نطاق واسع، ويشار إلى هذا القانون أحيانا باسم قانون الهيئة العامة للسدود أو قانون الخدعة الإرادية.

للعلم سمي بهذا الاسم نسبة للكابتن ادوارد مورفي (Edward Murphy) وهو مهندس طيران أمريكي من مواليد 11 جانفي 1918، بمنطقة "قناة بنما" ومتوفي في 17 جويلية 1990.

لماذا؟

في عام 1949 وفي قاعدة ادوارد بالولايات المتحدة الامريكية،كان المهندس مورفي يعمل في مشروع قياس مدى احتمال الجسم البشري للتباطؤ المفاجئ في السرعة، و أقدم أحد الفنيين على التوصيلات الكهربائية وأرتكب خطأ، مما جعل الكابتن يصخب في وجهه قائلا:  "أن لو هناك احتمال حدوث خطأ ما فسوف يحدث"، وهنا جاء قانون مورفي، وانتشر بسرعة هائلة باسمه بين العمال حين سمعه احد المسؤولين.
وتحدث أحد العمال في مؤتمر صحفي أن السبب الرئيسي في زيادة معدل سلامة المشروع يرجع بدرجة أولى الى قانون مورفي.

بعد ذلك تبنته وكالة الناسا و صناعة الفضاء واستعملته كثير من المجلات و الصحف واضيفت قوانين أخرى على نفس الشكل في طابع كوميدي، بل وظهرت مواقع الكترونية مخصصة لاستقبال هذه القوانين...

وقانون مورفي ليس له حدود،اذ انه يستطيع اي شخص أن ينشئ مبدأ خاص به، وينسب اليه، يكون في اطار القانون الاول (قانون مورفي).

قوانين أخرى أعجبتني:

- لو سار كل شيء على ما يرام، فأنت لم تلحظ الخطأ فقط.
- من سوء الحظ أن تكون متشائمًا.
- قانون الذاكرة: فرصة نسيان شيء مهم تتناسب مع.. مع.. مع....
- قانون الحظ: إذا أكلت ضفدعا حيا في بداية اليوم، فلن يحصل لك أمر أسوأ بقية ذلك اليوم.
 -مبدأ لويس: يحصل المرء في الأغلب على أقل ما يرغبه
- قانون الهمس: سوف يصدق الناس كل ما تقول إذا قلته لهم همسا.

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

هل الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان ؟!

دخلت كالعادة على الساعة الثامنة إلى ثانويتنا، ومثلما نفعل دوما، نشرع بتحية العلم، وهذا بعد القيام بعمل إجباري وهو ارتداء المئزر.

سؤال دخيل: هل المئزر دوره (كما أظن انا) الحفاظ على ملابسك الأنيقة من الاتساخ عند قيامك بتجربة علمية في المخبر أثناء الدراسة؟ أم هو عبارة عن بطاقة مدرسية إلزامية للالتحاق بالصف؟ وهذا ما يظنه المراقب العام، لأنه من المستحيلات السبع أن تجتاز الباب الأول للمؤسسة دون ارتدائه..

ليس مهما، فالموضوع الذي سأتطرق إليه في هذه التدوينة أهم بكثير.
.
ارتديت المئزر مرغما وانضممت إلى زملائي بالقسم. البداية كانت مع حصة الفلسفة، والتي لا أطيقها أبدا، ليس لأنني غير متفوق في المادة، ولكن السبب هو الفلسفة أصلا.

موضوع الحصة كان "هل الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان"، طبعا الأستاذة ميولها فلسفي كونها أستاذة المادة. لا تحتاروا فجل الكلمات التي استعملتها في الشرح هي (نعم الفلسفة ضرورية... نعم الفلسفة أساسية في حياة الإنسان... لايستطيع الفرد الاستغناء عن الفلسفة...).

فجأة وبدون شعور مني وجدت نفسي رافعا يدي مستأذنا الكلام، الأستاذة لاحظت تعبيرات وجهي الغريبة  فسمحت لي بهذا مسرعة، قلت لها: أعتقد أن الفلسفة ليست ضرورية نسبيا في حياة الإنسان، خاصة المسلم، ولاسيما مجال ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا)، وهذا لوجود ما هو أيقن منها ولا يحتاج فلاسفة، ألا وهو السنة والكتاب.

استغربت الأستاذة ردي، وباشرت بالإتيان بحجج اعتبرتها غير مقنعة، مما أدى إلى الدخول في حوار طويل نوعا ما.

بعد فترة قررت الاستسلام (شيء غريب) وقلت لها: ممكن أن تكون الفلسفة كذلك.

الآن سأشرح سبب انسحابي، طبعا ليس الاعتراف بالفلسفة، وهذا الواقع، لكن الجو الذي كان يغلب القسم حالته لا تسمح بمواصلة النقاش في موضوع بهذا الحجم، لاسيما لامبالاة طلاب الصف، وخاصة عندما قال لي أحد أصدقائي: دعك منها !

رغم كل هذا النقاش الحاد الذي دار بيني وبين الأستاذة، إلا أنني مجبر على مراجعة دروس الفلسفة وحفظ كم من المقالات، حتى أستطيع الحصول على نقطة جيدة في الباكلوريا.